جائزة جازان للتفوق والإبداع- تحفيز وطنيّ وإشعاع خليجيّ

المؤلف: حمود أبو طالب09.25.2025
جائزة جازان للتفوق والإبداع- تحفيز وطنيّ وإشعاع خليجيّ

إن تكريم المبدعين والمتفوقين من أبناء الوطن وبناته هو استحقاق أصيل لهم، ومن ناحية أخرى يمثل دافعًا قويًا للتنافس الشريف والارتقاء بالذات، وتلك الجهود مجتمعة تصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن وازدهاره. ومن المظاهر الرائعة في وطننا الغالي تلك الجوائز القيمة التي ترعاها مؤسسات عديدة في شتى المجالات، وقد اكتسب بعضها شهرة عالمية واسعة بفضل المعايير الرفيعة التي تتبناها والشفافية العالية والجودة الفائقة والدقة المتناهية في عملية الاختيار، حتى أن بعض الفائزين بها تمكنوا من حصد جوائز عالمية مرموقة، كما هو الحال مع جائزة الملك فيصل العالمية على سبيل المثال. ومن بين الجوائز التي سطع نجمها في سماء الوطن خلال العقد الماضي، تبرز "جائزة جازان للتفوق والإبداع" كمنارة تشع بالتميز، والتي انطلقت في خضم الحراك التنموي الهائل الذي تشهده المنطقة في ميادين شتى، وذلك في ظل اشتداد المنافسة المحمودة وتهيئة الظروف المثالية لكي يسهم كل مبدع بابتكاراته وإبداعاته. وقد حظيت الجائزة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، ليشمل نطاقها في البداية مجالات محدودة، ثم اتسعت وتطورت لتغطي كافة التخصصات ومجالات العمل والإبداع المهني والإنساني، وبعد أن كانت مقتصرة على المنطقة، بدأ التوجه نحو توسيع نطاقها لتصبح جائزة وطنية شاملة وتمتد لتشمل دول الخليج العربي. وما يضفي مزيدًا من الروعة على هذه الجائزة المميزة هو سعيها الدؤوب للبحث عن المبدعين والموهوبين في كل مكان، واهتمامها الخاص بصغار المبدعين قبل كبارهم، واحتفاؤها بالطالب المتميز كما تحتفي بالأستاذ الجامعي القدير، وتجولها بكشافاتها المضيئة لاكتشاف الموهوبين الذين قد يكونون بعيدين عن الأضواء. وبعد أن أصبحت الجائزة علامة فارقة ووسام فخر رفيعًا للحاصلين عليها، بات الجميع يحلمون بالفوز بها؛ لما تمثله من إضافة قيمة ونقطة مضيئة في مسيرتهم العملية الحافلة. في يوم الأربعاء الفائت، احتفلت منطقة جازان بفعاليات الدورة السادسة عشرة للجائزة، وكما هو معهود، تتحول هذه المناسبة السنوية إلى مهرجان بهيج وكرنفال فرح غامر تعيشه المنطقة بأكملها. شبابًا ويافعين، صغارًا وكبارًا، مسؤولين وطلابًا، كانوا جميعًا نجومًا متلألئة في ذلك المساء البهيج، وهم يتحلقون حول بدر الجائزة وراعيها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، وسط حشد غفير من الحضور الكريم من داخل المنطقة وخارجها. لقد كان أمسية استثنائية بكل المقاييس، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الجائزة تجاوزت كل التوقعات لتنافس بجدارة بقية الجوائز الكبرى المرموقة في وطننا العزيز. خالص التهاني والتبريكات للفائزين والفائزات، وباقة من التقدير والعرفان لأمانة الجائزة على جهودها المخلصة، وتحية إجلال وإكبار لراعيها الأمين الذي يحيطها بكل عنايته ورعايته واهتمامه.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة